للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانياً: تشويه سيرة الصحابة رضي الله عنهم:

عرفنا أن أعداء الإسلام من المستشرقين والمفرقين لشمل المسلمين في سبيل... سعيهم لإسقاط عدالة الصحابة، استخدموا لتحقيق هذه الغاية كل الوسائل لتشويه صورة الصحابة - رضي الله عنهم -، واستحلوا جميع المحرمات بألسنة حدادٍ أشحةٍ على الخير، مما أدى إلى نتائج وخيمة وعواقب أليمة كاستحلال لعن الصحابة وسبهم، وإلصاق كل قبيح بهم مثل: -

١ - اختلاق القصص، سواء كانت على لسان صحابي أو عدة من الصحابة - رضي الله عنهم -.

٢ - القيام بالزيادة في الحوادث الصحيحة أو النقصان منها، أو بإسنادها كذباً إلى كتب حديثية غير موجودة فيها.

٣ - القيام بتأويل الأحداث الصحيحة في آيات القرآن، والأحاديث النبوية الصحيحة تأويلاً باطلاً يتماشى مع أهوائهم ومعتقداتهم وبدعهم، كما قال الله عز وجل: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران: ٧].

٤ - التركيز على إظهار أخطاء الصحابة - رضي الله عنهم - التي صدرت منهم لقرب عهدهم - في بدء الدعوة والإسلام - بالجاهلية وتأثرهم بشيء منها في أول أمرهم، ومن ثم تغطية محاسنهم وتضحياتهم وجهادهم العظيم، بعد تمكّن التربية والإيمان في قلوبهم.

٥ - القيام بتأليف أبيات من الأشعار ونسبتها لشخصيات بارزة، والتي تتماشى مع دعوتهم في نشر فتنتهم بين المسلمين وتقويتها، مثلما نُسِب كذباً وزوراً لأمير المؤمنين - عليه السلام - الكثير من الأقوال والأبيات الشعرية (١)


(١) انظر: بحار الأنوار: (٢٠/ ٧٢، ١١٨، ١٤٦، ٢٣٨، ٢٦٤، ٢١/ ٣٥، ٢٥١)، مستدرك الوسائل: (٨/ ١١٩)، (١٣/ ٧٥).

<<  <   >  >>