اختلط على كثير من الناس التفريق بين مفهوم الصحبة في اللغة ومفهومها في الاصطلاح الشرعي لعدة أسباب منها:
١ - قلة فهمهم واطلاعهم على هذا الجانب، وعدم فقههم في اللغة العربية وخصائصها.
٢ - عدم معرفتهم أن الإصطلاح الشرعي يخصص المعنى اللغوي؛ لأن بضاعتهم في اللغة العربية مزجاة وشحيحة.
٣ - تصديق الروايات التي دسها أعداء الإسلام ونسبوها إلى الصحابة، أوفسروا كلامهم وحرفوه وفقاً لأهوائهم وسعياً إلى تحقيق أهدافهم العدائية.
حيث نسبوا لأصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كثيراً من الأقوال والأفعال الباطلة، وافتروا عليهم الكثير من الاعتقادات الخطيرة كالنفاق والردة وغيرها، مستدلين على هذه المزاعم بما تشابه عليهم من الآيات أو من القرائن والدلالات التي وضعوها في سياقات مكذوبة أو مؤوَّلة تأويلاً باطلاً ينم عن فهم سقيم ونظر عقيم، حيث التقطوا كلمات متناثرة في أحاديث صحيحة متواترة، ومن ثَمَّ أَوَّلوها تأويلاً باطلاً، يدل على ضحالة علمهم ورداءة فهمهم وسوء نيتهم، حين لجأوا إلى الإستدلال على مبتغاهم بروايات ضعيفة أو موضوعة لم تثبت صحتها عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، فتمسكوا بها تمسك الغريق بحبال الوهم الباطلة.
وحقيقة أمر هؤلاء أنه ليس لديهم علم بمصطلح الحديث، ولا علم الرواة، لأن ذلك العلم عدوُّهم الأكبر الذي أظهر كذبهم وتحريفهم فتجاوزوا قواعده المعتبرة.