فهؤلاء لايعرفون حقيقة الصحابة، وربما كان أسلافهم الذين تأثروا بهم وورثوا عنهم الطعن في الصحابة - رضي الله عنهم - قريبي عهدٍ بالشرك فغطى ذلك على فهمهم وكشف ضحالة علمهم بالإسلام، ومنعهم من رسوخ الإيمان بُعدُهم عن الثقافة العربية التي هي وعاء شريعة الإسلام، أو لأنهم لم يستطيعوا التخلص مما بقي في صدورهم من الحقد على الإسلام وأهله وأرادوا تطبيق ما ورثوه من معتقدات على الإسلام.
فلما وجدوا صلابة هذا الدين وصدق من نقله، قاموا بالسعي إلى تقويض أركانه بالنخر في أساسه، والسعي إلى نسف غراسه، وذلك بالطعن في نقلته (الصحابة)، وتستروا وراء حب أهل البيت - رضي الله عنهم -، ساعين إلى الوقيعة بينهم وبين جمهور الأمة.
وهذه الوريقات فيها بيان شافٍ -بإذن الله- لما في القرآن الكريم من بيان فضل الصحابة (المهاجرين والأنصار - رضي الله عنهم -) وما يعتقده أهل البيت - رضي الله عنهم - فيهم، وأردت منه إظهار مكانة أولئك الأخيار، والصلة بينهم وبين أهل البيت - رضي الله عنهم -، وبيان محبتهم بعضهم البعض.
وأعتذر لذوي الألباب من التقصير الواقع في هذا الكتاب وإن كنت قد قصرت في توضيح هذا الجانب أو ذاك، فالسبب - من وجهة نظري - هو أني تركت بعض التفاصيل لوضوحها لم أبينها، ولن أعدم من محب ناصح يوجهني إلى الصواب ويرشدني إلى أفضل المنطق والخطاب فيما لم أطلع عليه.