للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لرضاكَ) (١).

وعن جعفر بن محمد - رضي الله عنه - قال: (شكت فاطمة إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - علياً، فقالت: يا رسول الله! لا يدع شيئاً من رزقه إلا وزعه على المساكين! فقال لها: يا فاطمة! أتسخّطيني في أخي وابن عمي، إن سخطه سخطي، وإن سخطي سخط الله عز وجل) (٢).

الحادي عشر: لنتذكر ابتداء أن من أهم أهداف أعداء الإسلام تفكيك وحدة المسلمين من خلال ترويج مقولات باطلة، ونشرأخبار مفتراة تتحدث عن وجود البغضاء والشحناء في الجيل الأول المبارك، ولوسألنا أنفسنا واستخدامنا عقولنا، ماذا سنستفيد من قصص تلوكها بعض الألسنة ويُرَدِّدها بعض المسلمين في مجالسهم سنوياً بقصد إثارة العواطف وتهييج النعرات للوصول إلى حالة نفسية نهايتها إثارة شائعات تروج لوجود عداوة مترسخة تجاه أهل بيت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، ذلك أن المنصف العاقل لو فتش فيما فعله أبو بكر - رضي الله عنه - تجاه فاطمة عليه السلام عند مطالبتها بأرض فدك، لوجد أن ما حكم به أبو بكر الصديق تجاه فدك ما كان إلا بموجب نص شرعي مستقى من قول المعصوم - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي طاعته أمر مفروض، فما ذنبه تجاه ما أمر به فانقاد إليه؟! ولذا ماذا سنقول لمن يطعن من النواصب في سيدة نساء أهل الجنة ويقول: غريب أمر فاطمة! تغضب وتخالف عموم المسلمين، حتى يصل خصامها وغضبها للهجر الأبدي الذي ينهى عنه الإسلام، وما كان ذلك إلا عن هوى وعناد في نفسها، رغبة في جمع المال وأوساخ الدنيا الفانية، كما حدث بينها وبين خليفة رسول الله أبي الصديق في طلبها للميراث، وعدم الامتثال لوصية أبيها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وكانت أيضا قبل ذلك كثيرة الإزعاج للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في احتجاجها المتواصل على زواجها من علي بن أبي طالب بسبب فقره وقلة ماله


(١) علل الشرائع: (١/ ١٦٣)، المناقب: (٣/ ٣٤٢)، بحار الأنوار: (٣٩/ ٢٠٨).
(٢) بحار الأنوار: (٤٣/ ١٥٣)، وانظر كشف الغمة: (١/ ٤٧٣).

<<  <   >  >>