للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا النهي منه - عليه السلام - لم يكن لخاصة شيعته فقط، بل جهر بنهيه - عليه السلام - وأوصى جيشه بأكمله، قاصداً أن يعمم هذا النهي لكل زمان ومكان، فقال لجيشه في صفين أيضاً: (إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، ولكنكم لو وصفتم أعمالهم، وذكرتم حالهم، كان أصَوَب في القول وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبكم إياهم: اللهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم) (١).

كانت هذه صفحات من تاريخنا الإسلامي رويت على غير مقصدها وعلى خلاف ما كانت عليه بعد أن لعبت فيها أيدي التشويه والتحريف، وكان لابد لنا من هذه الوقفة حتى نضع الأمور في نصابها الصحيح وموضعها اللائق بها، وحتى نُعذر إلى الله تعالى، ونبرأ مما لوَّثته أقلام حرَّكها الزيف، ومن ورائها قلوب ملأها الحقد على الإسلام وأهله.


(١) نهج البلاغة: (ص: ٣٢٣)، بحار الأنوار: (٣٢/ ٥٦١).

<<  <   >  >>