وقربه منا لا نكلمه لهيبته، ولا نبتديه لعظمته، فإذا تبسم فمن مثل اللؤلؤ المنظوم.
فقال معاوية: زدني في صفته. فقال ضرار: رحم الله علياً كان -والله- طويل السهاد، قليل الرقاد، يتلو كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار...
قال: فبكى معاوية وقال: حسبك يا ضرار! كذلك والله كان علي، رحم الله أبا الحسن) (١).
هذا هو حال أخوة الدين وأخوة العقيدة، فلم يمنع الصحابة رضوان الله عليهم الاختلاف في الاجتهاد من التراحم والاعتراف بحسنات بعضهم البعض مما يدل على خلو قلوبهم من الغل والبغضاء، والتاريخ مليء بالشواهد الدالة على هذه الحقيقة الإيمانية الراسخة في قلوب الصحابة رضوان الله عليهم خاصة إذا رددنا تلك الروايات التي مبناها عاطفة مشوهة هوجاء تتقاذف بالمسلم في كل صوب فتؤدي بصاحبها إلى الزيغ والانحراف وتملأ قلبه من الشبهات فينطق لسانه بما يسخط الله تعالى من الوقوع في أعراض المسلمين.