خامساً: إن هذه الآية تذكرنا بموقف أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -، وشجاعته وقوة تعلقه بالله واستحضاره للأدلة القرآنية عند المواقف العصبية بعد موت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بقوله: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (١٤٤)} [آل عمران: ١٤٤]، حينما كان... أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في صدمة من شدة الموقف، فمنهم من أنكر موت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لشدة تعلق قلبه بحبيبه، ومنهم من التزم الصمت بسبب موت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -.
سادساً: من المعلوم أن الذي يرتد عن الإسلام بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لا يقال عنه صحابي لأن الصحابي في الشرع كما أسلفنا هو من لقي النبي مؤمناً به ومات على الإسلام، والذي يرتد عن الإسلام لا يكون منهم إلا إذا رجع إلى الإسلام من جديد.
واختم هذا المبحث بتساؤل مهم ألا وهو: كيف يأتي الثناء العام من الله سبحانه وتعالى - مثلما مرَّ معنا سابقاً - وكذا أهل بيت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - على عموم الصحابة، ثم يقع التغيير المخالف لهذه الأقوال المباركة... أليس هذا فيه طعن في علم الله السابق وأيضاً لعلم أهل بيت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - المستمد من كتاب الله وهدي المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم -؟!