المعنى وغيره من صفات الكمال، مثل كونه تعالى قادرا عالما حكيما رحيما عظيما غنيا قيوما صمدا ونحو ذلك.
والنظر في آيات الله المنزلة والمخلوقة يؤيد هذا، فالأفعال الحادثة تدل على قدرته سبحانه، وإحكامها وإتقانها يدل على علمه، والعواقب الحميدة في خلقه وأمره يدل على حكمته، وما تضمنه الخلق والأمر من نفع العبادة والإحسان إليهم يدل على رحمته، وعظم المخلوقات يدل على عظم الخالق لها، وفقرها وحاجتها إليه يدل على غناه وقيوميته وصمديته.
وقد دعا الله سبحانه في كتابه إلى النظر في ملكوت السماوات والأرض، وليس هذا من أجل إثبات الخالق فحسب، ولكن لإثبات أن الخالق موصوف بصفات الكمال التي لا يشركه فيها غيره، منزه عن صفات النقص، ولإثبات صدق الوحي الذي بلغه رسله - عليهم السلام - قال تعالى:{إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ - وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ - وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ - تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ}[الجاثية: ٣ - ٦](الجاثية الآية: ٣ - ٦) .