للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله صلى الله عليه وسلم: «أذكركم الله في أهل بيتي» رواه مسلم عن زيد بن أرقم، وقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالصلاة عليهم مع الصلاة عليه، فقال لنا قولوا: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد. . .» الحديث.

وأهل بيته أقاربه الذين حرمت عليهم الصدقة، ومن أهل بيته أمهات المؤمنين زوجاته في الدنيا وهن زوجاته في الآخرة.

وكذا نحب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتولاهم ونترضى عنهم ونعتقد عدالتهم ونقبل ما جاء في الكتاب والسنة من فضائلهم ومراتبهم، ونشهد بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم.

ونؤمن بأن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي - رضي الله عنهم -، وأن ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الخلافة.

ونمسك عما شجر بينهم فلا نخوض فيه، فهم صفوة هذه الأمة التي هي خير الأمم، قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: ١١٠] (آل عمران الآية ١١٠) ، وقال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [التوبة: ١٠٠] (التوبة الآية: ١٠٠) ، وقال صلى الله عليه وسلم: «خيركم قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» الحديث في الصحيحين عن عدد من الصحابة، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» رواه البخاري ومسلم.

وما ينسب إليهم في بعض الكتب من مساوئ، فأكثره كذب افتراه أعداؤهم، ومنه ما قد زيد فيه ونقص وغيره عن وجهه الصحيح، وما ثبت منه فهم فيه معذورون، لأنه إما أن يكون صدر عن اجتهاد أصابوا فيه أو أخطأوا، أو تابوا منه، إذ هم غير معصومين، بل تجوز عليهم الذنوب في

<<  <   >  >>