- وأنشد شيخ الإسلام أبو إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري (ت ٤٨١ هـ) في مدح الإمام أحمد، وذكر مناقبه رضي الله عنه:
وإمامي القوام لله الذي ... دفنوا حميد الشأن في بغدان
جمع التقى والزهد في دنياهم ... والعلم بعد طهارة الأردان
حبر العراق ومحنة لذوي الهوى ... يدرى ببغضته ذوو الأضغان
هانت عليه نفسه في دينه ... ففدى الإمام الدين بالجثمان
لله ما لقي ابن حنبل صابرا ... عزما وينصره بلا أعوان
أنا حنبلي ما حييت فإن أمت ... فوصيتي ذاكم إلى إخواني
فما ذكره الإمام ابن أبي يعلى: حق لا ريب فيه.
ولا ينفرد الإمام أحمد -رضي الله عنه- بذلك، بل يشاركه في ذلك كل إمام عرف بنصرة السنة والقيام بها، والرد على أهل البدع.
وكما نعرف أن محب الشيخين أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- ومقدمهما على سائر الصحابة في الفضل: بريء من الرفض في الظاهر.
وكما نعرف أن محب علي -رضي الله عنه- ومقدمه على سائر الصحابة عدا الثلاثة قبله: بريء من النصب.
وكما نعرف أن محب معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهما- والمرضي عنه، ومجتنب الطعن فيه، لصحبته رسول الله صلى الله عليه وسلم: سالم من معتقدات الرافضة في الصحابة، وأقوالها المنكرة.