الغدائر: ذوائب الشعر، والمداري الأمشاط مفردها مدرى بكسر فسكون، والمثنى المفتول، والمرسل غير المفتول، يقول: إن خصل شعرها مرتفعات، وأن أمشاطها تغيب بين الشعر المفتول، والشعر المرسل.
قال البلاغيون: إن كلمة مستشرزات كلمة غير فصيحة؛ لأنها تنفرت حروفها والتنافر هنا ليس راجعا إلى قرب المخرج، وإنما هو تنافر يحسه السمع، وتكرهه الأذن، والأذن عند البلاغيين قاض في النغم نافذ القضاء، ولذلك ترى بعضهم يضيف إلى الأصول التي ذكرناها في فصاحة الكلمة أن تكون خالية من كراهة السمع أي أن تحظى موسيقاها عند الأذن بالقبول، ومن هنا ردوا كلمة الجرشى بكسر الجيم، وتشديد الشين بمعنى النفس في بيت المتنبي يمدح سيف الدولة:"من المتقارب".
مبارك الاسم أغر اللقب ... كريم الجرشى شريف النسب
ويرى بعض الدارسين أن في صوت كلمة مستشزرات حكاية دقيقة لمعناها أي أن التفشي الذي تلحظه في صوت الشين، وانتشار الهواء وامتلاء الفم به حين النطق، يشبه إلى حد كبير انتشار الشعر، وتشعيثه، وذهابه إلى هناك وهناك، وعندنا أن بطء الكلمة، وثقلها على اللسان يذهب بهذه المزية فيها من حيث إنه يتعارض مع خفة معناها؛ لأنها تصف شعر جميلا خفيفا هفهافا يرتفع إلى العلا، وينبغي أن يلاحظ أن استعمال هذا المقياس يحتاج إلى وعي وذوق؛ لأن هناك كلمات ثقيلة على اللسان، ولكن ثقلها من أهم مظاهر فصاحتها من حيث إن هذا الثقل يصور معناها بحق، انظر كلمة اثاقلتم في قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ} ١ تجد فيها قدرا من الثقل الفصيح؛ لأنه يصف تقاعسهم وتثاقلهم،