للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما رؤيا غير الأنبياء فبينهما عموم وخصوص: "إن فسرنا الصادقة بأنها التي لا تحتاج إلى تعبير، وأما إن فسرناها بأنها غير الأضغاث فالصالحة أخص مطلقًا (١).

ويظهر، والله أعلم، أن هذه الأوصاف للرؤيا الصالحة، إما وصف لها قبل وقوعها، فتتكون هذه الأوصاف يحسب الغالب في الرؤيا الصالحة وأنها مما يحب الرائي.

وإما أن تكون هذه الأوصاف للرؤيا الصالحة بعد وقوعها، فتكون هذه الأوصاف لحقيقة أمرها، وعلى هذا فلا إشكال في اختلاف أوصاف الرؤيا الصالحة, والله أعلم.

ثم إن القطع على الرؤيا بكونها صالحة، لا سبيل إليه، وإنما ذلك على سبيل غلبة الظن، وأما إدراك ما هو حق منها، وما هو باطل، فهذا صعب الوصول إليه، وإنما هناك علامات تفيد غلبة الظن في كون الرؤيا صالحة (٢). وسوف أذكر إن شاء الله، هذه العلامات بشيء من التفصيل في المسألة الثالثة.

[المسألة الثانية: أقسام الرؤيا الصالحة]

يقول الإمام العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه "الروح": (الرؤيا الصالحة أقسام) (٣) ثم عدد رحمه الله خمسة أقسام وهي:


(١) فح الباري (١٢/ ٣٥٥).
(٢) انظر: فتاوى ابن الصلاح المطبوع ضمن مجموع الرسائل المنبرية (٤/ ٣).
(٣) الروح (٢٩).

<<  <   >  >>