للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المسألة الثانية: مناقشة هذه النظرية]

تناقش هذه النظرية بما ناقشنا به النظرية السابقة بما يلي:

أولاً: النظرة القاصرة للإنسان، وأنه عبارة عن جانب مادي فقط، والتنكر للجانب الروحي فيه، وهذا ما جعلهم يتخبطون تخبطًا عشوائيًا.

ثانيًا: قصورها على نوع واحد من الرؤى، وإغفالها لجوانب متعددة من الرؤى دلت الأدلة الشرعية عليها.

ثالثًا: أننا لا ننكر أن بعض الرؤى قد تكون كما جاء في الحديث، أنها أحاديث نفس، لكننا لا نسلم بهذه التفسيرات التي لا دليل عليها، وهذا حكم بغير برهان، وهل كل الرؤى التي يراها الإنسان تأتي نتيجة لهذه الأسباب، فلا شك أن القول بهذه النظرية وحصر الأحلام في هذه الأسباب قول باطل.

رابعًا: تنكرها للجانب الغيبي وما يتعلق بالرؤيا من الله، والرؤيا من الشيطان.

والحق يقال إن ثمة تخبطًا في الآراء التي قدمها علماء النفس، بل والحيرة التي يدورون فيها، فجاءت تفسيراتهم قاصرة، بل وبعضها غير مقبولة شرعًا وعقلاً وحسًا، ولا يخفي أن كثيرًا من معارف علم النفس إن هي إلا مجموعة أفكار ظنية.

ولا عجب فهي أفكار قوم لم يستنيروا بالكتاب والسنة، فضلوا في هذا الباب كما ضلوا في غيره.

<<  <   >  >>