للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فتأويل الأحاديث التي هي رؤيا المنام هي نفس مدلولها التي تؤول إليه (١).

فالحاصل أن تأويل الرؤيا يشمل تفسيرها الذي نسميه عبارة الرؤيا، ويشمل الحقيقة التي يؤول إليها الرؤيا، فالتعبير أخص من التأويل (٢).

فالتأويل كما في قوله عز وجل: {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا} وكقوله عز وجل: {نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ}.

والتعبير كقوله: {إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ} [يوسف: ٤٣] وأغلب الأحاديث في الرؤيا أن يقول - صلى الله عليه وسلم -: «فأولت ذلك بكذا».

[المسألة الثانية: الأصل في التعبير]

الرؤيا التي يجوز تعبيرها هي الرؤيا الصحيحة التي جاء وصفها في حديث أبي هريرة رضي الله عنه بأنها رؤيا حق، وجاء وصفها في حديث أبي قتادة رضي الله عنه بأنها الرؤيا الصالحة، وأنها من الله، وهذه الرؤيا نوعان:

أحدهما: ما هو ظاهر لا يحتاج إلى تأويل.

والثاني: ما هو من ضرب الأمثال للنائم، وهذا النوع هو الأكثر والغالب على الرؤيا وهو الذي يحتاج فيه إلى التأويل.

والأصل في رؤيا المنام أنها لا تحمل دائمًا على ظاهرها، بل تحتاج إلى تعبير، لكن قد يقع بعضها مطابقًا لا يحتاج إلى تعبير.


(١) انظر: التدمرية ص (٩١ - ٩٣) والدليل في المتشابه والتأويل، ص (٢٨، ٢٩) الطبعة الثانية السلفية.
(٢) انظر معجم مفردات ألفاظ القرآن للراغب الأصفهاني (٣٣٢) دار الفكر.

<<  <   >  >>