للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني

هل الرؤيا إذا عبرت وقعت؟

اختلف العلماء- رحمهم الله- في الرؤيا هل لها حقيقة مستقرة بنفسها، أو هي تابعة للتعبير، كيفما عبرت؟

قال ابن العربي رحمه الله: "وهذا فصل تكلم الناس فيه، فما أنسوا به لتوحشه" (١).

وحاصل هذه الأقوال يرجع إلى ثلاثة أقوال على جهة التفصيل (٢).

القول الأول: أن الرؤيا إذا عبرت وقعت؛ بمعنى أنها تقع كما عبرها العابر وتلزم، واستدل أصحاب هذا القول بالأحاديث التالية.

(١) ما أخرجه الحاكم في مستدركه، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الرؤيا تقع على ما تعبر، ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله، فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحا أو عالمًا» (٣).

وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه في مرسل أبي قلابة (٤).


(١) عارضة الأحوذي (٩/ ١٣٣).
(٢) انظر هذه الأقوال في فيض الباري شرح صحيح البخاري (٤/ ٤٩٠).
(٣) المستدرك (٤/ ٣٩١) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، وصححه الألباني بشواهده، في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (١٢١) (١/ ١٨٦).
(٤) انظر: المصنف رقم (٢٠٣٥٤) (١١/ ٢١٣).

<<  <   >  >>