للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك السنون، بها صلاح أحوال الرعية، واستقامة أمر المعاش أو عدمه.

وأما البقر، فإنها تحرث الأرض عليها، ويستقى عليها الماء، وإذا أخصبت السنة سمنت وإذا أجدبت صارت عجافًا.

وكذلك السنابل في الخصب، تكثر وتخضر، وفي الجدب تقل وتيبس، وهي أفضل أغلال الأرض (١).

[المسألة الرابعة: من كليات التعبير]

ما ذكرته سابقًا من أقسام تأويل الرؤيا إنما هو مبني على القياس والمشابهة في الاسم والصفة بين الرؤيا وتأويلها، وهذا الأمر وإن كان غالبًا فإنه لا يقطع به بالنسبة لغير الأنبياء؛ إلا أن يظهر في اليقظة صدقها.

يقول علي القاري: "والحاصل أن الرؤيا مختلفة باختلاف الرائي فإنه قد يكون سالكًا مسالك طريق الدنيا وقد يكون سائرًا في مسائر صراط العقبى".

فكل تأويل يليق به ويناسب بحاله ومقامه وهذا أمر غير منضبط ولذا لم يجعل السلف فيه تأليفًا مستقلاً جامعًا شاملاً كافلاً لأنواع الرؤيا وإنما تكلموا فيما وقع لهم من القضايا (٢).

وعندما ذكر البغوي رحمه الله: تأويل أبي بكر رضي الله عنه للرؤيا بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "تأويل جملة هذه الرؤيا

على ما عبره أبو بكر الصديق رضي الله عنه وهذه الرؤيا تشتمل

على أشياء، إذا انفرد كل واحد منها عن صاحبه انصرف تأويله


(١) تفسير السعدي (٤/ ٣٤، ٦٦ - ٨٦).
(٢) مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (٤/ ٥٤٣).

<<  <   >  >>