للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن منظور: عبر الرؤيا وهو يعبرها عبرا وعبارة وعبرها، فسرها، وأخبر بما يؤول إليه أمرها، واستعبره إياها: سأله تعبيرها.

والعابر: الذي ينظر في الكتاب فيعبره أي يعتبر بعضه ببعض حتى يقع فهمه عليه، وكذلك قيل: عبر الرؤيا واعتبر فلان كذا، وقيل أخذ هذا كله من العبر، وهو جانب النهر، يقال: فلان في ذلك العبر أي في ذلك الجانب، وعبرت النهر والطريق أعبره عبرا وعبورا إذا قطعته من هذا العبر إلى ذلك العبر، فقيل لعابر الرؤيا عابر، لأنه يتأمل ناحيتي الرؤيا فيتفكر في أطرافها، ويتدبر كل شيء منها ويمضي بفكره فيها من أول ما رأى النائم إلى آخر ما رأى (١).

اصطلاحًا: التعبير هو التفسير والإخبار بما يئول إليه أمر الرؤيا (٢).

[المسألة الثانية: حقيقة علم التعبير]

يظن بعض الناس أن تعبير الرؤيا رجم بالغيب وأنه لا حقيقة له، وهذا خطأ.

فمما لا شك فيه أن علم تعبير الرؤيا علم صحيح دل على صحته كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، والواقع المحسوس يشهد بذلك.

فمن كتاب الله قوله عز وجل: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} [يوسف: ٦].

وقوله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} [يوسف: ٢٧].


(١) لسان العرب لابن منظور (٤/ ٥٢٩، ٥٣٠).
(٢) انظر: شرح صحيح البخاري للكرماني (٢٤/ ٩٤) وإرشاد الساري (١٠/ ١١٨).

<<  <   >  >>