للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخرج النسائي وابن حبان والحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا حضر المؤمن أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء، فيقولون اخرجي راضية مرضيًا عنك إلى روح من الله وريحان ورب غير غضبان فتخرج كأطيب ريح مسك حتى إنه ليناوله بعضهم بعضًا» (١).

وأخرج ابن ماجه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «الميت تحضره الملائكة فإذا كان الرجل صالحًا قالوا: اخرجي أيها النفس الطيبة فلا يزال يقال لها حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء» (٢).

فهي بهذه الصفات ونحوها، ذات قائمة بنفسها، ولكن العقول قاصرة عن تكييفها وتحديدها لأنهم لم يشاهدوا لها نظيرًا، والشيء إنما تدرك حقيقته بمشاهدته أو بمشاهدة نظيره (٣).

[المسألة الثانية: هل روح النائم تفارق جسده في المنام؟]

ذكرت في المسألة السابقة شيئًا من صفات الروح وخصائصها، فهل من صفاتها أن روح النائم تفارق جسده في المنام؟

والجواب على هذا السؤال يتضح بعد بيان تعلق الروح بالجسد .. وتعلق الروح بالجسد عند أهل السنة والجماعة على خمسة أحوال متغايرة الأحكام (٤).


(١) سنن النسائي (٤/ ٧) ومستدرك الحاكم (١/ ٣٥٢، ٣٥٣) وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي (٢/ ٣٩٥).
(٢) سنن ابن ماجه (٢/ ١٤٢٣) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (٢/ ٤٢٠).
(٣) انظر: التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية (٥٦) تحقيق: الدكتور محمد بن عودة السعوي، والتحفة المهدية شرح الرسالة التدمرية (١٢٦).
(٤) انظر: الروح لابن القيم (٤٣، ٤٤) وشرح العقيدة الطحاوية (٣٥٤) تحقيق أحمد شاكر.

<<  <   >  >>