للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا الاختلاف في أصل لفظة التصوف واشتقاقها اضطر القشيري إلى أن يقول: وليس لهذا الاسم؛ من حيث العربية قياس، ولا اشتقاق، والأظهر فيه أنه كاللقب (١).

وهذا معناه أن الصوفية يوصدون الباب حتى أمام من يسألهم عن معنى اسمهم!!

المسألة الثانية: التصوف اصطلاحًا

كما اختلف في أصل التصوف واشتقاقه، اختلف في تعريفه، وسبب هذا ما مر به التصوف من مراحل وتغيرات، حيث كان في أوله زهدا في الدنيا وانقطاعا لعبادة الله عز وجل، ثم صار حركات ومظاهر خالية من العبادة، ثم صار إلحادًا وخروجا عن دين الله, ولهذا تعددت الأقوال في تعريف التصوف حتى أوصلها بعضهم إلي الألفين (٢).

فالمتقدمون من الصوفية يعرفون التصوف بتعاريف تدور حول تجريد العمل لله والزهد في الدنيا وترك الشهوة والميل إلى التواضع والخمول (٣).


(١) الرسالة القشيرية (ص١٢٦).
(٢) انظر: اللمع (ص٣٧) والتعرف لمذهب أهل التصوف (ص٢٨) وعوارف المعارف (٥/ ٦٥) المطبوع بذيل إحياء علوم الدين، وإيقاظ الهمم في شرح الحكم (١/ ٤، ٥) تأليف ابن عجيبة وقواعد التصوف (ص٣).
(٣) انظر: الرسالة القشيرية (١٢٧) وعوارف المعارف (٥/ ٦٣) واللمع (٢٥).
وكتاب الصوفية المنشأ والمصدر تأليف إحسان إلهي ظهير (٣٦ - ٣٩) والتجانية للدكتور علي بن محمد الدخيل الله (١٨ - ٢٠).

<<  <   >  >>