للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله عز وجل: {قَالَ لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي} [يوسف: ٣٧].

وقوله عز وجل: {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} [يوسف: ١٠١].

والمراد بتأويل الأحاديث هو تعبير الرؤيا، وقد سماه الله علمًا.

قال ابن عبد البر رحمه الله: وقد أثنى الله عز وجل، على يوسف بن يعقوب صلى الله عليهما، وعدد عليه فيما عدد من النعم التي آتاه، التمكين في الأرض، وتعليم تأويل الأحاديث، وأجمعوا أن ذلك في تأويل الرؤيا، وكان يوسف عليه السلام أعلم الناس بتأويلها (١).

وكذلك دلت السنة على صحة هذا العلم، والأحاديث في ذلك أكثر من أن تحصي.

[المسألة الثالثة: هل هذا العلم توقيفي أو لا؟]

قال ابن بطال رحمه الله في حديث ابن عمر رضي الله عنهما في قصة رؤياه (٢): "وفيه أن أصل التعبير من قبل الأنبياء ولذلك تمنى ابن عمر أن يرى رؤيا فيعبرها له


(١) التمهيد (١/ ٣١٣، ٣١٤) وانظر أقوال أهل العلم في تفسير هذه الآية بما ذكرت في تفسير الطبري (١٢/ ٩٢، ١٠٥) وتفسير البغوي (٢/ ٤١٠، ٤١٧، ٤٥١) وتفسير ابن كثير (٢/ ٤٦٩، ٤٧٣) وتفسير القرطبي (٩/ ١٢٩).
(٢) سبق تخريجه، وفيه كنت أتمنى أن أرى رؤيا.

<<  <   >  >>