للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

* الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [يونس: ٦٢ - ٦٤].

والبشرى في الحياة الدنيا جاء تفسيرها في الأحاديث الصحيحة بأنها الرؤيا الصالحة كما مر معنا في حديث أبي الدرداء وأبي هريرة وعبادة بن الصامت وعبد الله بن عمرو وتفسير ابن عباس ومجاهد ويحيي بن أبي كثير وغيرهم.

وقد فسر ابن عبد البر رحمه الله الآية بذلك ثم قال: (وهو أولى اعتقده العالم في تأويل قوله عز وجل {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}) (١).

فأولياء الله لهم البشرى التي هي الرؤيا الصالحة، وأولياء الله هم كما بينهم الله عز وجل في هذه الآية {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ}.

ومعنى الآية: أن العبد الذي آمن بالله عز وجل أي صدق به وبما جاء عنه سبحانه في كتابه العزيز وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم والتزم بشرعه ظاهرًا وباطنًا ثم داوم على ذلك بمراقبة الله سبحانه وملازمة التقوى والحذر من الوقوع فيما يسخطه عليه من تقصير في واجب أو ارتكاب لمحرم، هذا العبد هو ولي الله سبحانه وتعالى يحبه وينصره ويبشره برضوانه وجنته.

وعند فراقه للدنيا يرتفع عنه الخوف والحزن لما يكشف له من رحمة الله وبشارته (٢).


(١) التمهيد (٥/ ٥٩).
(٢) انظر: كتاب كرامات الأولياء للالكائي تحقيق الدكتور: أحمد سعد الحمدان، مدخل الكتاب (ص٨).

<<  <   >  >>