للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يكون وليًا لله وإن لم يحصل له شيء من ذلك إذا كان مؤمنًا تقيًا، وعدم ذلك لا يضره في دينه ولا ينقص ذلك في مرتبته عند الله (١).

فلا يكن مقصود المؤمن التقي، من إيمانه وتقواه تحصيل هذه الأمور, فإن ذلك من دقائق الشرك، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (الإنسان قد يكون مقصوده نيل العلم والحكمة، أو نيل المكاشفات والتأثيرات، أو نيل تعظيم الناس له ومدحهم إياه، أو غير ذلك من المطالب، وقد عرف أن ذلك يحصل بالإخلاص لله وإرادة وجهه، فإذا قصد أن يطلب ذلك بالإخلاص لله وإرادة وجهه كان متناقضًا، لأن من أراد شيئًا لغيره فالثاني هو المراد المقصود بذاته والأول يراد لكونه وسيلة إليه، فإذا قصد أن يخلص لله ليصير عالمًا أو عارفًا أو ذا حكمة أو متشرفًا بالنسبة إليه، أو صاحب مكاشفات وتصرفات ونحو ذلك، فهو هنا لم يرد الله، بل جعل الله وسيلة له إلى ذلك المطلوب الأدنى) (٢).

السبب الثاني: أن يحرص أن يكون صادقًا في حديثه:

وهذا السبب من الأسباب التي يتحرى بها المسلم الرؤيا الصادقة، وهو وإن كان داخلاً في السبب الأول، لكنه خص لأهميته، والخصوص بعد العموم يدل على أهمية الشيء، فقد جاء الحديث ببيان أن أصدق الناس رؤيا أصدقهم حديثًا.


(١) انظر: شرح العقيدة الطحاوية (٢/ ٧٤٧ - ٧٥٥) تحقيق: الدكتور عبد الله التركي وشعيب الأرناؤوط، وتيسير العزيز الحميد (ص٣٩٤ - ٣٩٨).
(٢) "درء تعارض العقل والنقل" (٦/ ٦٦، ٦٧) تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، وانظر في هذه المسألة "الموافقات للشاطبي" (١/ ٢١٩، ٢٢٠) و"تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد" (٥٣٤، ٥٣٨) باب "من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا"، و"فتح المجيد شرح كتاب التوحيد" (ص٥٣٧).

<<  <   >  >>