للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أكرهها منكم فقولوا: ما شاء الله ثم ما شاء محمد» (١).

فهذه الرؤيا حق أقرها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وعمل بمقتضاها.

ولهذا لما بوَّب الشيخ محمد بن عبد الوهاب (٢) رحمه الله في كتاب: "التوحيد الذي هو حق الله على العبيد" بابًا في قول: (ما شاء الله وشئت) استشهد بحديث الطفيل السابق ثم ذكر من مسائل هذا الباب أن الرؤيا الصالحة من أقسام الوحي (٣).

ويقول الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب (٤) في كتابه: "تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد" في شرح هذا الحديث "كان صلى الله عليه وآله وسلم يعتني بالرؤيا لأنها من أقسام الوحي، وكان إذا صلى الصبح كثيرًا ما يقول: «هل رأى أحد منكم رؤيا» قال: (وفيه أن الرؤيا قد


(١) أخرجه أحمد في مسنده (٥/ ٣٩٣) وابن ماجة في سننه (٢/ ٢١١٨) وصححه الألباني لشواهده في سلسلة الأحاديث الصحيحة (١/ ٢١٤ - ٢١٦).
(٢) هو الإمام العلامة شيخ الإسلام ومجدد الدعوة السلفية، ولد سنة (١١١٥هـ) في العيينة تحالف مع أمير الدرعية محمد بن سعود على الدفاع عن الدين والعمل بالكتابة والسنة، ومحاربة البدع ودعوة المسلمين للجهاد، فانتشرت دعوته في جميع العالم الإسلامي، وترك عددًا من المؤلفات القيمة، وكانت وفاته رحمه الله سنة (١٢٠٦ هـ).
انظر ترجمته في "روضة الأفكار والأفهام" لابن غنَّام، و"عنوان المجد في تاريخ نجد" لعثمان بن بشر النجدي، والبدر الطالع للشوكاني، وهناك رسائل في سيرته رحمه الله وهي كثيرة.
(٣) كتاب التوحيد مع شرحه فتح المجيد (ص٦١٣).
(٤) كان رحمه الله آية في العلم والحلم والحفظ والذكاء محدثا حافظًا فقيهًا مجتهدًا (١٢٠٠ - ١٢٣٣هـ).
انظر: ترجمه: بقلم الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ في مقدمة كتاب: "تيسير العزيز الحميد".

<<  <   >  >>