للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي هذه إشارة إلى أن الرؤيا الصادقة وإن اختصت غالبًا بأهل الصلاح لكن قد تقع لغيرهم.

يقول سماحة الشيخ عبد الله بن باز، رحمه الله في تعليق على ترجمة البخاري السابقة: "يريد المؤلف رحمه الله أن الرؤيا قد تقع من كافر أو فاسق وقد تصدق.

ولهذا قال البخاري رحمه الله بعد ترجمة هذا الباب لقوله تعالى: {وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ} كأنه يحتج بالآيات على اعتبار الرؤيا الصادقة في حق أهل السجن والفساد والشرك، وهو أيضًا يوضح حكم الترجمة فإنه لم يتعرض فيها إلى بيان الحكم (١)

ويقول القرطبي رحمه الله: "في هذه الآية أصل في صحة رؤيا الكافر، وأنها تخرج على حسب ما رأى لا سيما إذا تعلق بمؤمن، فكيف إذا كانت آية لنبي، ومعجزة لرسول، وتصديقًا لمصطفى للتبليغ، وحجة للواسطة بين الله جل جلاله وبين عباده (٢).

وهؤلاء وإن صدقت رؤياهم, فلا تعد من أجزاء النبوة، كما سيأتي بيان ذلك إن شاء الله.


(١) انظر عمدة القارئ للعيني (٢٤/ ١٣٧) أحكام القرآن للقرطبي (٩/ ١٢٥).
(٢) أحكام القرآن للقرطبي (٩/ ٢٠٤).

<<  <   >  >>