للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن منظور: "قال أبو إسحاق، وأصل الوحي في اللغة كلها إعلام في خفاء ولذلك صار الإلهام يسمى وحيًا".

وقال الأزهري: وكذلك الإشارة والإيماء يسمى وحيًا والكتابة تسمى وحيًا (١).

وقال الراغب الأصفهاني: أصل الوحي الإشارة السريعة، ولتضمن السرعة، قيل أمر وحي وذلك يكون بالكلام على سبيل الرمز والتعريض (٢).

وهذه كلها إطلاقات الوحي في اللغة، أما في الشرع فإذا اطلق الوحي فإنه يخص من جهة مصدره وهو الله سبحانه وتعالى، ومن جهة الموحى إليهم وهم الأنبياء.

قال ابن منظور في كتابه لسان العرب: "والوحي: ما يوحيه الله إلى أنبيائه.

قال ابن الأنباري في قولهم: أنا مؤمن بوحي الله، قال: سمي وحيًا لأن الملك أسرَّه على الخلق وخصَّ به النبي - صلى الله عليه وسلم - المبعوث إليه.

قال الله عز وجل: {يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} [الأنعام: ١١٢] معناه: يسر بعضهم إلى بعض، فهذا أصل الحرف ثم قصر الوحي للإلهام، ويكون للأمر، ويكون للإشارة.

وقال الزجاج في قوله تعالى: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي} [المائدة: ١١٢] قال بعضهم ألهمتهم، كما قال عز وجل: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} [النحل: ٦٨].


(١) لسان العرب (١٥/ ٣٨٢) مادة وحي.
(٢) معجم مفردات ألفاظ القرآن (ص٥٥٢).

<<  <   >  >>