للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد قال تعالى: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي}.

وقال تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ}.

بل قال تعالى: {وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا} [فصلت: ١٢] وقال تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} فهذا الوحي يكون لغير الأنبياء ويكون يقظة ومنامًا (١).

ويقول الإمام البغوي رحمه الله في تفسير قول الله عز وجل {إِلَّا وَحْيًا} يوحى إليه في المنام أو بالإلهام (٢).

ويقول ابن الجوزي رحمه الله: والمراد بالوحي ههنا: الوحي في المنام (٣)، ولم يذكر غيره.

ووجه تفسير الآية بذلك بدليل مقابلة هذا القسم بالقسمين بعده، فلا بد أن يكون هذا الوحي في المنام أو الإلهام في اليقظة.

والآية لا شك أنها واردة في أقسام وحي الله إلى أنبيائه، أما تسمية الرؤيا الصالحة والإلهام في اليقظة اللذين يكونان لآحاد الناس، تسمية ذلك وحيا بهذا المعنى مما يشكل عند بعض الناس.

لكن قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فهذا الوحي يكون لغير الأنبياء، ويكون يقظة ومنامًا، استنادًا للآيات والأحاديث الواردة في ذلك.


(١) رسالة في كلام الله بعنوان: قاعدة في القرآن كلام الله، لشيخ الإٍسلام ابن تيمية، مطبوعة ضمن الفتاوى له (١٢/ ٣٩٧، ٣٩٨).
(٢) تفسير البغوي (٤/ ١٣٢).
(٣) زاد المسير (٧/ ٢٩٧).

<<  <   >  >>