للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول الدكتور فائز الحاج: والواقع أن علم النفس لم يصبح علمًا إلا حين أصبح تجريبيًا وأول ما استعمل التجريب في علم النفس استعمل في تحليله الخبرة الشعورية (١).

المهم أنه في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي بدأ الانفصال الحقيقي بين الفلسفة وعلم النفس، وصار لعلم النفس دوائر مستقلة، ومختبرات وجمعيات، ومجلات خاصة، وأصبح له أخصائيون يشغل بعضهم في المختبرات لدراسة السلوك والإحساس والإدراك والتعلم والتذكر ووضع الجداول والمقاييس، وبعضهم يشتغل في العيادات لدراسة المرضى ومحاولة دراسة النفس البشرية والأحلام والرغبات.

ولما كان من الصعوبة إجراء التجارب على الإنسان، وتعذرها في بعض الأحيان، اتجه علماء النفس إلى الحيوانات لسهولة إجراء التجربة عليها.

فيقول الدكتور فائز الحاج: فإذا ذكرنا سهولة التجريب على الحيوان، قدرنا الخدمات التي أدتها وتؤديها دراسة الحيوان لدراسة الإنسان، وهكذا كان لعلم النفس الحيواني أثره في علم النفس الإنساني، كما كانت له خدماته (٢).

وكان من أوائل الذين أجروا التجارب على الحيوانات دارون وما نتائج تجاربه وأبحاثه بخافية على كل ذي عقل (٣).


(١) بحوث في علم النفس (ص١٣).
(٢) المرجع السابق (ص١٥).
(٣) انظر: مناقشة هذه النظرية في كتاب محمد قطب الإنسان بين المادية والإسلام.

<<  <   >  >>