للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخرجا كذلك من حديث واثلة بن الأسقع، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن من أفرى الفرى؛ أن يُدعى الرجل إلى غير أبيه، أو يُري عينيه في النوم ما لم تريا، أو يقول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقل» وهذا لفظ أحمد.

ولفظ البخاري: «إن من أعظم الفرى» (١).

فقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من أفرى الفرى» الفرى: جمع فرية، كحلية وهي الكذب والبهت، تقول فرى فلان كذا؛ إذا اختلق (٢).

قال ابن بطال: الفرية الكذبة العظيمة التي يتعجب منها (٣).

وقال ابن الأثير: الفرى جمع فرية، وهي الكذبة، وأفرى أفعل منه، للتفضيل: أي أكذب الكذبات أن يقول: رأيت في النوم كذا وكذا ولم يكن رأى شيئًا؛ لأنه كذب على الله فإنه هو الذي يرسل ملك الرؤيا ليريه المنام (٤).

وقال الطيبي (٥): ونسبة الكذبات إلى الكذب للمبالغة، نحو قولهم ليل أليل (٦).


(١) مسند الإمام أحمد (٤/ ١٠٦، ١٠٧) وله روايات أخرى في المسند، وصحيح البخاري كتاب المناقب رقم الحديث (٣٥٠٩) (٣/ ٥٠٦).
(٢) انظر فتح الباري (٦/ ٥٤١).
(٣) المرجع السابق (١٢/ ٤٣٠).
(٤) النهاية في غريب الحديث (٣/ ٤٤٣).
(٥) هو شرف الدين الحسن بن محمد بن عبد الله الطيبي، من علماء الحديث والتفسير، وله عدة مصنفات منها شرح مشكاة المصابيح، قال فيه ابن حجر رحمه الله كان آية في استخراج الدقائق من القرآن والسنن، مقبلاً على نشر العلم، حسن المعتقد توفي رحمه الله سنة ٧٤٣ هـ انظر ترجمته في شذرات الذهب (٦/ ١٣٧، ١٣٨) والأعلام للزركلي (٢/ ٢٥٦).
(٦) فتح الباري (١٢/ ٤٣٠).

<<  <   >  >>