للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخرجه الترمذي أيضًا بلفظ: «منم تحلم كاذبًا كلف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين ولن يعقد بينهما» (١).

وأخرجه ابن ماجة أيضًا بلفظ: «من تحلم حلمًا كاذبًا كلف أن يعقد بين شعيرتين ويعذب على ذلك» (٢).

فقوله - صلى الله عليه وسلم -: «من تحلم» أي قال إنه حلم في نومه، ورأى كذا وكذا وهو كاذب.

قال الخطابي: "تحلم معناه تكذب بما لم يره في منامه، يقال حلم الرجل يحلم إذا رأى حلمًا" (٣).

قال ابن الأثير: "تحلم إذا ادعى الرؤيا كاذبًا" (٤).

وقال الحافظ: قوله: «تحلم» أي من تكلف الحلم (٥).

قال الطبري رحمه الله: "إنما اشتد فيه الوعيد مع أن الكذب في اليقظة قد يكون أشد مفسدة منه؛ إذ قد يكون شهادة في قتل، أو حد، أو أخذ مال؛ لأن الكذب في المنام كذب على الله أنه أراه ما لم يره.

والكذب على الله أشد من الكذب على المخلوقين، لقوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا} [هود: ١٨] وإنما كان الكذب في المنام كذبًا على الله، لحديث «الرؤيا جزء من النبوة» وما كان من أجزاء النبوة فهو من قبل الله تعالى (٦).


(١) جامع الترمذي، كتاب الرؤيا، باب في الذي يكذب في حلمه (٤/ ٥٣٨).
(٢) سنن ابن ماجة كتاب تعبير الرؤيا ٨ - باب من تحلم حلمًا كاذبًا (٢/ ١٢٨٩).
(٣) معالم السنن (٤/ ١٤٠).
(٤) النهاية في غريب الحديث (١/ ٤٣٤).
(٥) فتح الباري (١٢/ ٤٢٨).
(٦) فتح الباري (١٢/ ٤٢٨).

<<  <   >  >>