للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أبو العباس القرطبي (١) رحمه الله في كتابه المفهم: "وقد اختلف في كيفية الرؤيا قديمًا وحديثًا، فقال غير الشرعيين أقوالاً مختلفة وصاروا فيها إلى مذاهب مضطربة قد عريت عن البرهان فأشبهت الهذيان، وسبب ذلك التخليط العظيم؛ الإعراض عما جاءت به الأنبياء من الصراط المستقيم (٢).

ونتيجة لهذا السبب تعددت أقوالهم في الرؤيا، وقد ذكر جملة من هذه الأقوال الإمام أبو الحسن الأشعري رحمه الله في كتابه مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين (٣) والإمام ابن حزم (٤) رحمه الله في كتابيه الفصل في الملل


(١) هو أبو العباس، أحمد بن عمر بن إبراهيم الأنصاري القرطبي المالكي الفقيه المحدث، وهو شيخ القرطبي المفسر (٥٧٨ - ٦٥٦ هـ) من كتبه المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم، قال ابن كثير رحمه الله: وشرح صحيح مسلم المسمى بالمفهم، وفيه أشياء حسنة مفيدة محررة.
انظر: ترجمته في: البداية والنهاية (١٣/ ٢٢٦) والأعلام للزركلي (١/ ١٨٦٩) ومعجم المؤلفين (٢/ ٢٧).
(٢) المفهم (٤/ ٢١٦) مخطوط مصور في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، (٧٤٩٧) ف.
(٣) انظر: مقالات الإسلاميين (٢/ ١٠٧) تحقيق: محمد محيي الدين، الطبعة الأولى، عام (١٣٦٩) هـ، مكتبة النهضة المصرية.
(٤) هو أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الفارسي الأصل، ثم الأندلس القرطبي (٣٨٤ - ٤٥٦) كان إمامًا حافظًا فقيهًا ظاهري المذهب، فاق أهل زمانه، تبحر في علم المنطق حتى أدى به إلى تأويل الصفات، وكان في بيت وزارة ورئاسة ووجاهة ومال وثروة، وكان مصاحبًا للشيخ أبي عمر بن عبد البر النمري.
انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء للذهبي (١٨/ ١٨٣ - ٢١٢) وأطال في ترجمته والبداية والنهاية (١٢/ ٩٨) وشذرات الذهب (٣/ ٢٩٩ - ٣٠٠) ولسان الميزان (٤/ ١٩٨ - ٢٠٢) وغيرها كثير.

<<  <   >  >>