للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما غير الحبيب فربما حمله البغض والحسد على تفسيرها بمكروه فيحصل للرائي حزن ونكد، وسبق تفصيل ذلك.

قال ابن حجر رحمه الله: "والأولى الجمع بين الروايتين، فإن اللبيب عبر به عن العالم، والحبيب عبر به عن الناصح" (١).

ولكن جاء التفريق بينهما في حديث أبي رزين عند الإمام أحمد والترمذي حيث قال - صلى الله عليه وسلم -: «ولا تحدثوا بها إلا عالمًا، أو ناصحًا، أو لبيبًا» ففرق بين العالم واللبيب.

الخامس: الواد، وهو الحبيب، فالود هو الحب (٢).

قال أبو إسحاق الزجاج: "الواد لا يحب أن يستقبلك في تفسيرها إلا بما تحب، وغن لم يكن عالمًا بالعبارة، لم يعجل لك بما يغمك" (٣).

السادس: ذو الرأي: هو ذو العقل والتدبير، قال في المصباح المنير: "ورجل ذو رأي، أي بصيرة وحذق في الأمور" (٤).

قال أبو إسحاق الزجاج: "ذو الرأي، معناه ذو العلم بعبارتها، فهو يخبرك بحقيقة تفسيرها أو بأقرب ما يعلم منها، ولعله أن يكون في تفسيرها موعظة تردعك عن قبيح أنت عليه، أو يكون فيها بشرى، فتشكر الله عليها" (٥).

وهذه الأوصاف الستة الواردة في الأحاديث السابقة ترجع إلى ثلاثة أوصاف: العالم، الناصح، اللبيب.


(١) فتح الباري (١٢/ ٣٦٩).
(٢) انظر: القاموس المحيط ص (٤١٤).
(٣) شرح السنة للبغوي (١٢/ ٢١٤).
(٤) المصباح المنير ص (٢٤٧).
(٥) شرح السنة للبغوي (١٢/ ٢١٤).

<<  <   >  >>