للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحالة الخامسة: تعلقها به يوم البعث، وهو أكمل أنواع تعلقها بالبدن، ولا نسبة لما قبله من أنواع التعلق، إذ هو تعلق لا يقبل البدن معه موتًا ولا نومًا ولا فسادًا فالنوم أخو الموت، ولا ينام أهل الجنة، كما جاء في الحديث (١) ولهذا يكون لأهل الجنة أتم النعيم ولأهل النار أشد العذاب.

فتأمل هذه الأحوال يزح عنك إشكالات كثيرة.

والذي يهمنا في هذا البحث، هو بيان تعلق الروح بالجسد في حال النوم، وأنها تتعلق به من وجه وتفارقه من وجه، وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أن الله عز وجل يتوفى روح النائم في حال النوم، ومن تلك الأدلة:

أولا: قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ} [الأنعام: ٦٠].

قال ابن جرير الطبري رحمه الله: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: وقل لهم يا محمد، والله أعلم بالظالمين، والله هو الذي يتوفى أرواحكم بالليل فيقبضها من أجسادكم ويعلم ما جرحتم بالنهار (٢).

وقال البغوي رحمه الله: قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ} أي يقبض أرواحكم إذا نمتم بالليل (٣).


(١) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٩/ ٣٩) من حديث جابر رضي الله عنه قال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (٣/ ٧٨) والحديث الصحيح من بعض طرق عن جابر والله أعلم (١٠٨٧).
(٢) جامع البيان في تفسير القرآن العظيم (٧/ ١٣٧).
(٣) تفسير البغوي المسمى معالم التنزيل (٢/ ١٠٢).

<<  <   >  >>