للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سادسًا: أخرج الإمام أحمد في كتاب الزهد (١) عن الحسن البصري رضي الله عنه قال: إذا نام العبد وهو ساجد باهى الله به الملائكة يقول: يا ملائكتي انظروا إلى عبدي جسده في طاعتي وروحه عندي (٢).

فالشاهد من هذه الآيات والأحاديث، أن الله عز وجل يقبض روح النائم ويردها إليه حيث شاء سبحانه.

دل على ذلك لفظ الوفاة، والبعث، والإرسال، والموت، والحياة، وإن أحييتها، ورد علي روحي، والنوم أخو الموت، وأنفسنا بيد الله إن شاء أن يبعثنا بعثنا وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله قبض أرواحكم حيث شاء وردها عليكم حيث شاء».

أما كيفية هذا القبض والخروج فلا يعلمها إلا الله، فنحن نؤمن ونصدق بهذه الصفات التي دلت عليها نصوص الكتاب والسنة، ونكل كيفية ذلك إلى بارئها سبحانه وتعالى.

ولهذا لما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الأحاديث السابقة في الأدعية عند النوم والاستيقاظ، قال: (ففي هذه الأحاديث من صعود الروح إلى السماء، وعودها إلى البدن ما يبين أن صعودها نوع آخر ليس مثل صعود البدن ونزوله) (٣).


(١) (٢٨٠)
(٢) قال محقق"اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى"، وإسناده صحيح من كلام الحسن ولم يرفعه (ص٤٠) ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كاب شرح حديث النزول (٢/ ٤٥٨) مجموع الفتاوى: وخرجه ابن قتيبة في كتاب تعبير الرؤيا.
(٣) شرح حديث النزول (٩٣، ٢٥).

<<  <   >  >>