الفردية بين الأطفال، والعدل معهم في المعاملة، وبعض الآباء يهمل ملكات عظيمة لدى صغيره تضيع سدى. فتجد بعض الصغار يحفظ الأناشيد والدعايات وغيرها مما لا فائدة منه، ولا يحفظ كتاب الله -عز وجل- ولا يوجه لذلك. ولو تأملت في حياة علماء الأمة لوجدت الكثير يملكون مثل إمكاناتهم وقوة حفظهم، ولكنهم وجهوا هذه الثروة إلى غير فائدة، فهذا عالم الأمة ومفتي الديار، وذاك يحفظ الشعر والقصص وقد برز من النساء من لهن صوت في تاريخ الأمة وسجل ناصع أبيض، فمن العالمات: فاطمة بنت محمد - صلى الله عليه وسلم -، وعائشة، وحفصة، وأسماء رضي الله عنهن، ومن الأديبات: الخنساء وأروى بنت عبد المطلب.
وبعض الفتيات ممن التحقن في دور تحفيظ القرآن الكريم تجاوزن مرحلة الفراغ وأصبحت حياتهن جادة منضبطة لا تسمع إلا دوي القرآن في غرفتها، ومهما كانت ملكة الحفظ لديها ضعيفة إلا أنها لا تعدم أن تحفظ آيات من كتاب الله -عز وجل- كل يوم.
الرابع عشر: اغرس في نفوس صغارك تعظيم الله -عز وجل- ومحبته وتوحيده، ونبههم إلى الأخطاء العقدية التي تراها، وحذرهم من الوقوع فيها واحرص على غرس العقيدة بين الحين والآخر في نفوسهم وقد ورد عن الصحابة -رضي الله عنهم- أنهم كانوا يعلمون أبناءهم علامات الساعة وهذا من الإيمان بالغيب، عدا أن وقوع المغيبات على النحو الذي حدثت به الأخبار ينبت الإيمان به ويقويه ويوجب الاستعداد لقيام الساعة بالتوبة النصوح والعمل الصالح. وأبعدهم عن تعليق التمائم والحروز وقراءة الكف