وأذكر أن أحد الآباء بكى ليلة زفاف ابنته وقال: لم أجلس معها وهي في بيتي ولم أمنحها وقتًا كافيًا ولم أسمع صوتها وهي تقرأ القرآن، الآن أصبحت لغيري فمتى أسعد بها! وإن رأيتها بعد اليوم فمرة في الأسبوع لمدة دقائق.
فلا تكن أيها الأب وأيتها الأم ممن يتحسرون مثل هذا الرجل. فإن من جمال الدنيا وسعادتها قرب الأب والأم من أبنائهم.
وليت كل أب وأم جعلا جلسة عاطفية مع البنت فيها الدعابة والطرفة والثناء المحق على بعض صفاتها وعلى الأم أن تكثر من ضم ابنتها وتقبيلها بين الحين والآخر بمناسبة وبدون مناسبة فإن لها أثرًا عجيبًا!
الثالث والعشرون: الهاتف والانترنت والشاشة كلها سلاح ذو حدين، وقد رأينا تأثيرها على كبار وكبيرات السن فما بالكما بالابنة الصغيرة أو التي شبت عن الطوق ودخلت مرحلة المراهقة؟ لا بد من الملاحظة والمتابعة وحسن التوجيه فإن الأمر خطير وربما جر إلى فساد في الأخلاق والعقائد والدين، وهذه الأجهزة بمثابة جلساء للفتاة فلننظر ماذا تتلقف منهم الفتاة! بل والله أشد خطرًا من الصديقة للفتاة! فالصديقة تحاورها وتناقشها، وهذه الأجهزة تلقن وتلقي في القلوب الشبه وفي الحواس الشهوات والفتن، وصدق من نادى الآباء بقوله:«إياكم وإدخال اللصوص إلى بيوتكم فإنهم يسرقون منكم ما هو أغلى من الذهب والفضة! يسلبون الدين والخلق والعفة والحشمة! ».