الجانب أن البعض ظلموا فلذات أكبادهم .. رحموهم في الدنيا بأن أطلقوا لهم العقال وتركوهم يقعون في المحرمات ولم يرحموهم من نار الآخرة وحرها وسمومها، وليكن لكما حسن توجيه في اختيار رفيقات ابنتكم وجليساتها؛ فإن الصاحب ساحب، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول:«الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل»[رواه أحمد].
وتأملا في أثر الصحبة والخلط فقد قال - صلى الله عليه وسلم -: «السكينة في أهل الغنم، وإن الكبر والرياء والفخر في أهل الفدادين (أهل الوبر وأهل الخيل)»! فسبحان الله العظيم كيف أثر الحيوان على سلوك الإنسان. فما بالك بصديقة لصديقتها؟ إما أنها من الخيِّرات العابدات القانتات فهنيئًا للأب والأم بصديقة ابنتهما وقد كفتهما نصف المؤونة! وربما أن تكون من السيئات خلقًا ودينًا فتلك وبالاً على ابنتهما وشرًا، إنما هي كنافخ الكير.
واحذرا أن تصحباها إلى محلات ضياع الأوقات وإلى أماكن فيها منكرات. وكونا لابنتكما الصاحب والصديق، واغرسا في نفوس بناتكما الحياء والعفة، وذلك عبر اللباس والتوجيه والمحاكاة, ولا تتساهلا في خروجهن من المنزل إلا برفقة أحد الأبوين، ولا تظنا أن من دواعي التحضر أن تلقيا تعاليم الإسلام جانبًا، واحذرا أن يخرج من صلبكما من يحارب الله -عز وجل- قولاً وفعلاً.
السابع عشر: الحياء والحشمة علامة بارزة على حسن التربية وطيب المنبت، وكلما زاد حياء وحشمة الفتاة كلما زاد علوها ومقدارها، ومما يعين على زرع الحياة في قلب الصغيرة أن ترى حياة