كنت ممن حفظ هذا الوقت وجعله لهم فهنيئًا لك، ولا تغفل أن يكون بيتك ومملكتك الصغيرة واحة إيمانية، تقرأ عليهم فيها من سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وتجعل فيها المسابقات الثقافية والإسلامية والعلمية، واجعل لمن حفظ القرآن جوائز قيمة، واحرص على تلمس سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحسن تعامله وتواضعه وممازحته للصغار.
وما أحسن قول الشاعر:
ليس اليتيم من انتهى أبواه ... من هم الحياة وخلفاه ذليلا
إنما اليتيم من تلق له ... أمًا تخلت وأبًا مشغولا
الثاني والعشرون: إشعار البنت بالأبوة والحنان وقد تكون أكثر من الولد حاجة إلى ذلك؛ فعلى الوالدين العناية بالجانب العاطفي للابنة وإشباعه قدر المستطاع.
فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستقبل ابنته فاطمة ويمشي لها وكان إذا رآها رحب بها وقال:«مرحبًا بابنتي»، ثم يجلسها عن يمينه أو شماله [رواه مسلم].
وكان -صلى الله عليه وسلم-: «إذا دخلت عليه فاطمة ابنته قام إليها فأخذ بيدها فقبلها، وأجلسها مجلسه ... »[رواه أبو داود والترمذي].
وكان أبو بكر - رضي الله عنه - يدخل على ابنته أسماء ويقبلها ويسأل عن حالها. قال البراء - رضي الله عنه -: « ... فدخلت مع أبي بكر على أهله فإذا عائشة ابنته مضطجعة قد أصابتها حُمي، فرأيت أباها يقبل خدها،