والديها يكسوها الأدب والحياء، فتنشأ على ذلك بعيدة عن صفيقات الوجه، بذيئات اللسان المتفسخات من الحياء والحشمة!
وتأملا في حال من تربت في بيت النبوة! قالت فاطمة بنت محمد - صلى الله عليه وسلم - لأسماء بنت عميس:«إني أستقبح ما يصنع بالنساء، يطرح على المرأة الثوب فيصفها»، تقصد إذا ماتت ووضعت في نعشها، قالت: يا ابنة رسول الله، ألا أريك شيئًا رأيته بالحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبًا، فقالت فاطمة:«ما أحسن هذا وأجمله إذا مت فغسليني أنت وعلي، ولا يدخل عليَّ أحد».
ومما يؤسف له أن ترى الأب وعليه سمات الخير والالتزام، والأم بكامل سترها وقفازها يغطي يديها ثم ترى فإذا الابنة قاربت العاشرة أو دون ذلك وهي تلبس البنطال أو الثوب العاري أمام الرجال الأجانب سواء في الأسواق أو غيرها!
الثامن عشر: أفعال الخير تنشأ الصغيرة وهي تراها فتكتسب فيها مهارة وقبولاً وتميزًا إذا كبرت، ها هي في جانب الصدقة بجوارها حصالة صغيرة تضع فيها كل حين ما تيسر من النقود حتى يذهب الشح من نفسها، وفي الجهة الأخرى تسارع إلى نوافل العبادات من صلاة وقيام وغيرها، فترضع محبة الخير مع ثدي أمها ويرتفع علو كعبها في فعل الخير وخدمة الدين والدعوة إليه، ها هي تنشر عبير الخير في أرجاء المكان، همها ماذا تقدم لهذا الدين؟ وماذا تفعل له؟ وكيف تصل بالدعوة إلى الجيران والزميلات؟ بل وكيف تحث والديها على أعمال ترفع درجاتهم في الجنة؟ وقد ذكرت