ومن تأمل حوله وجد أن البعض له ابنة واحدة قرت بها عينه وامتلأت نفسه بالسعادة والرضى، وآخر له من البنين العدد ومع ذلك فهم في واد وهو في واد آخر لم ير إلا الشقاء والعناء منهم.
ثانيًا: الأصل في تربية النشء إقامة عبودية الله -عز وجل- في قلوبهم، وغرسها في نفوسهم وتعاهدها، ومن نعم الله علينا أن المولود يولد على دين الإسلام، دين الفطرة، فلا يحتاج إلا إلى رعايته، ومداومة العناية به؛ حتى لا ينحرف أو يضل وهنا يكون للوالدين أجر الدلالة على الخير كما قال - صلى الله عليه وسلم -: «من دل على خير فله مثل أجر فاعله»[رواه مسلم].
فهؤلاء الأولاد ومن يأتي من ذريتهم في ميزان حسنات الوالدين إذا وفقا إلى التربية الإسلامية الصحيحة فإن الفرع تابع للأصل.
ثالثًا: الأب والأم في عبادة لله -عز وجل- حين التربية، والإنفاق، والسهر، والمتابعة، والتعليم، بل وحتى إدخال السرور عليهم وممازحتهم إذا احتسبوا ذلك، فالأصل تعبد الله -عز وجل-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات: ٥٦].
والنفقة عليهم عبادة كما قال -عليه الصلاة والسلام-: «دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك»[رواه مسلم].
وقال -عليه الصلاة والسلام-: «إذا أنفق الرجل على أهله