مثلاً واغرس عقيدة الولاء والبراء في قلوبهم؛ فإن ذلك تحصين لهم، واحرص على أن تعودهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتشجعهم عليه؛ فإن ذلك من دواعي ثباتهم على هذا الدين، ولما في ذلك من الوجوب والأجر العظيم.
ولا يظن الوالدان أن الصغير لا يدرك ولا يعي فهذا النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول للحسن بن علي -رضي الله عنهما- وقد أخذ تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه وهو طفل صغير .. يقول له - صلى الله عليه وسلم - مربيًا ومعلمًا:«كخ كخ» ليطرحها، ثم قال:«أما شعر أنا -يعني آل محمد- لا نأكل الصدقة؟ »[رواه مسلم].
الخامس عشر: احرصا على كتم الغضب والانفعال، وتعوذا من الشيطان إذا داهمكما، ولقد جعل الإسلام للعقوبة حدًا. فجعل ضرب الطفل لا يتجاوز العشر ضربات، وأن يكون عمر الصغير فوق السنوات العشر، وأن يضرب بمسواك أو عصا صغيرة، ويتجنب الوجه والعورة، واحرص على التسمية عليه حال الضرب، ولا تضرب وأنت غضبان هائج، وإن استبدلت بالضرب التشجيع أو الحرمان فهو خير لك ولابنتك.
السادس عشر: نحن في زمن انتشرت فيه الفتن من كل جانب؛ فكن كمن هو قائم يذب عن صغاره السهام، ويحوطهم من الأذى، واحرصا على ذلك أشد الحرص، وكلما اشتدت الفتن لا بد أن يضاعف الوالدان جهودهما في التربية ولو أن زمنًا انتشرت فيه سرقة الأموال فإن ذلك يدفع أصحاب الأموال إلى وضع أموالهم في أماكن آمنة والاحتياط لذلك، وهكذا الأبناء. ومن المؤسف في هذا