للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما يرى والعين باقية؛ وتلطف بها في

العلاج، وارفق بها فإنها من طبقات: منها الزجاجية ومنها شبيه الزجاج. ولا تقدم عليها بمداواة حتى تعرف حقيقة المرض، والسبب الذي نال به ذلك الجوهر العرض؛ ثم داوها مداواة تجلوا بها القذى عن البصر، وتشفي بها من السقام إلا الذي في عيون الغيد من حور، ويقيم بأجفانها عليها سورا، ويديم لإنسانها من ضوء البصر نورا. ثم لاطف بما يناسب من الغذاء ذلك الإنسان، وترفق به فإنك معروف بالإحسان؛ وصنه عن قدح قادح، وأعنه حتى لا يقال يا أيها الإنسان إنك كادح. وأعمل على ما فيه صلاح ذاك السواد الأعظم، والإمتاع بذلك السواد الذي لا يشترى بملء الأرض ذهبا منه قدر نصف درهم؛ وتخير من الكحل ما فيه جلاء الأبصار، وشفاء العين مما يخاف على الإنسان فيه الأخطار. وافعل في هذا كله ما إذا كنت بسواد الحدق لم تنسخ، وإذا قيس قدر ميل منه لم يبعد إليه ألف فرسخ؛ واستشر الأطباء الطبايعية فيما أهم، وفيما لا يستغنى فيه عن رأي مثلهم، من تخفيف مادة الاستفراغ أو نقص دم، إلا غير هذا مما إذا فعلته لم تلم بعده بما ألم).

٣١ - وصية جرائحي:

(واعرف ما تحتاج هذه الوظيفة واجبر كل كسر، وشد كل أسر، وخط كل فتق، وقو كل رتق، وداو الكلوم، ودار باللطف فإن إفراط القوة في الدواء يلحقه بالسموم. واعمل على حفظ الأعصاب، وشد الأعضاء حتى تتمكن من معالجة المصاب؛ والتوقي في كل أعماله فإنها في صناعة كلها خطر، وجميع أمورها مغيبة لا يوقف فيها على خبر. وليبادر ما يفوت، ولا يكلم أحدا ما حسن للسان حديد السكوت، وليحذر قطع شريان ما قطع إلا نزف دم صاحبه حتى يموت، وليعد معه ما يكون لإخراج النصال فإنه يكون مع عساكرنا المنصورة أوقات الحرب والسهام تغوص

<<  <   >  >>