في الأجسام، والرماح في رجل هي والحسام؛ وليكن في هذا كله مزاح الأعذار، مزال العوائق في مضايق أوقات لا يستدرك فيها فائت الأعمار؛ وليعد لهذا الأمر عدته، وليصرف إليه همته؛ وليفعل في هذا ما لا يبقى عليه به جناح، ولا يخطيء معه عمله نجاح، ولا يقاس به أحد وقد أفاد علمه وأجاد عمله وأجدى، وظهرت بركت معالجة يه التي إذا وضعها على الجرح يهدا).
٣٢ - وصية منجم:
(وقد أغناه ما رآه من مساعدة الأقدار لنا أن ينجم، ونطقت له الحال بسعادتنا فما زاد على
أنه كان يترجم، ولم نستخدمه لأنا نقول بتأثير الأفلاك ولا الاحتياج إلى ما هنالك، إلا أن عادة الملوك جرت على ذلك؛ مع العلم بسعة علمه مما ورث عن الحكماء، وتكلم به على ملكوت، الأرض والسماء، وأنه جمع من هذه الصناعة ما لا يجيء منه (أبو معشر البلخي) بمشعار، ولا غيره من جميع الجماعة وفي الجملة (كوشيار). ومع هذا فما نمنعه من عمل ما لم يخطر على مثله من رقبة الطوالع، ورؤية المطالع، وتحرير الأوقات حين المواليد، وتسيير الكواكب لمعرفة ما يعرف بالحساب من رؤوس الأشهر وأيام العيد، وملازمة الخدمة الشريفة في السفر والحضر، ورؤية طلائعنا المنصورة فإنها أسعد من رؤية كل هلال ينتظر؛ والحذر مما نهت الشريعة الشريفة عن قوله لئلا يغمض عليه دينه علماء الإسلام، والقول في الكواكب إلا بما قيل فيها من أنها لا تعدو ثلاثة أقسام: منها معالم للهدى ورجوم للشياطين ومصابيح تجلو الظلام).