(وما أخر هذه المدة إلا وكل شيء إلى ميقات، ولأن تقديم مثله من الأشياء التي كانت تحسب لها الأوقات، وإلا فقد عرف أنه المقدم في الزمن الأخير، والمتفرد وقد هم مماثله لمساواته فسقط عن درجة النظير، وأتقن علم الهيئة التي يحاط بها علما بملكوت السماء، وتعرف بها شمس النهار ونجوم الظلماء؛ ويتحقق كيف دوران الأفلاك ومقاديرها، وهيئة المنازل وتصويرها، وانتقالات الكواكب السيارة وإلى أين ينتهي تسييرها، فليبصر كيف يكون، ولينظر الطالع ولا يأمن أن يكون عليه من النجوم عيون؛ وليعرف ما على خطي المشرق والمغرب، ومركزي وتدي السماء والأرض المشدود بهما رواق الفلك المطنب؛ وليحرر ذلك كله تحرير من يعلم أنه هو المقلد في أداء الفرائض، والمقتحم في لجج السماء الغمرات التي لا تخوض معه فيها خائض، وأن به يقام الأذان، وتصلى الصلوات ويفطر ويصام في رمضان. ويعد تثويبه تسري العقول، وييقن كشف حجاب لليل المسبول، وتخرج مطمئنة القلوب بتسبيحه وتهاجم البيد وهي تفترس بأنياب غول.
وكل هذا متعلق به فليراقب الله في خلاص الذمة، ويتجنب الملامة مع أمة سيدنا محمد (ص) ومع الأئمة. ولا يزال محررا للارتفاع في كل بلد يحل به ركابنا الشريف على حكم عرضه، ومقادير الأبعاد بين سمائه وأرضه، مؤذنا كل من كان مؤذنا بحين كل صلاة في
أول وقتها، من غير تقديم يؤدي به قبل الوجوب، أو تأخير يضيق به الوقت الموسع على ذي الضرورة حين الوثوب، وليكن على يقين بأنه بكل ما حصل فيه التقصير من هذا ومثله مطلوب).
٣٤ - وصية رئيس اليهود:
(وعليه بضم جماعته، ولم شملهم باستطاعته، والحكم فيهم على قواعد ملته، وعوائد أئمته في الحكم إذا وضح له بأدلته، وعقود الأنكحة وخواص ما يعتبر عندهم فيها على الإطلاق، وما يفتقر فيها إلى الرضى من الجانبين في العقد والطلاق، وفيمن أوجب عنده حكم دينه عليه التحريم، وأوجب عليه الانقياد إلى