للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التوكل على الله وتعليق القلب به تعالى]

من هذه المعاني الكريمة الشريفة العظيمة: أن المؤمن لا يجوز له أن يعلق قلبه بغير الله عز وجل، فالله تعالى أمرنا بأن نأخذ بالأسباب، وقال: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال:٦٠]، وقال مع ذلك: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [آل عمران:١٢٦]، فالعبد يأخذ بالأسباب بجوارحه، ولكن يعلق قلبه بالله عز وجل، ولا يجوز له أن يعلق قلبه بغير الله، أو يرجو الخير من عند غير الله عز وجل.

وهذا هو التوكل: أن ينتظر العبد بقلبه الخير من عند الله عز وجل، لا يرجو ذلك من عند المخلوقين.

وهذا يجعله يسأل الحوائج بعزة النفس؛ فإن الأمور تجري بالمقادير، والنبي صلى الله عليه وسلم علّم حبر الأمة ابن عباس بأن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوه بشيء لن ينفعوه إلا بشيء قد كتبه الله له، وإن اجتمعوا على أن يضروه بشيء لن يضروه إلا بشيء قد كتبه الله عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>