[أن الآية نزلت فيمن وقع في ذنوب منعت انتفاعه بحسناته]
وقيل أيضاً: نزلت هذه الآية الكريمة: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ}[الزمر:٤٧] في أناس أتوا بحسنات كثيرة، ولكنهم وقعوا في ذنوب منعت انتفاعهم بهذه الحسنات، وقعوا في موالاة أعداء الله عز وجل أو في الصد عن سبيل الله عز وجل، فلم ينتفعوا بهذه الحسنات؛ لأن هذه السيئات التي وقعوا فيها أخرجتهم من ملة الإسلام، فلم ينتفعوا بأعمالهم الصالحة، كمن يصد عن سبيل الله أو يوالي أعداء الله عز وجل أو يسب دين الله عز وجل، أو يستهزئ بشرع الله عز وجل، فهو يحسن الظن بأعماله الصالحة؛ وهو غافل عن المعاصي التي وقع فيها؛ فأخرجته من ملة الإسلام.
ومن ذلك: أن يكون هناك ذنوب تمنع انتفاعه مؤقتاً بحسناته، كالمرأة المتبرجة مهما أدت من حسنات ومن طاعات فإن هذه المعصية تجعلها لا تنتفع بهذه الحسنات كثيراً؛ لأن المعصية التي تقع فيها معصية كبيرة تحيط بها، وتذهب كثيراً من حسناتها وإن كانت لا تخرجها من ملة الإسلام.
وقس على ذلك من الذنوب العظيمة التي قد يقع فيها العبد أو يبتلى بها، فتكون الحسنات محبطة بهذه السيئات، وإن كان إحباطاً ليس كإحباط الكفر للإيمان، ولكنه إحباط مؤقت لا ينتفع العبد يوم القيامة بحسناته، حتى يؤاخذ بسيئاته.
فقيل: نزلت هذه الآية الكريمة: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ}[الزمر:٤٧] في أناس أتوا بحسنات، ولكنهم وقعوا في ذنوب منعت انتفاعهم بهذه الحسنات، فبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون.
نسأل الله تعالى أن ينفعنا بالقرآن العظيم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.