للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا، فرق بينهما أحمد بن عبد الله العجلى (١) وغيره) نظر؛ وذلك أني نظرت عدة نسخ من "تاريخ العجلي"، فلم أره تعرض لذكره ألبتة، ولا أعلم له كتابا غيره، ولا سمعت به، فإن كان نقله من كتاب له آخر غير مشهور، فكان الأولى تبيينه؛ لكيلا يلبس، وليذهب عن وصمة الإيراد عليه.

وأيضا فلا أعلم أنى رأيت في بني تميم مطلقا في كتاب من كتب الأنساب والتاريخ صحابيا اسمه: حصين بن أوس، ولا من اسمه حصين من بني تميم غيره وغير الزبرقان بن بدر السعدي وحصين بن مشمت بن شداد الحماني، ولم يذكر البخاري وابن أبى حاتم من اسمه حصين بن أوس غيره، وغير الراوي عن عثمان ابن عفان -رضي الله عنه- وكأن المزي لما رأى حصين بن قيس الرياحي -وقيل اليربوعي- الراوي عن ابن عباس، روى عنه ابنه زياد المذكور في "تاريخ البخاري" (٢) و"كتاب ابن أبى حاتم" (٣) وغيرهما - زعم أن الوهم سرى لعبد الغنى من هذا، وهو لعمري شبهة، ولكن لا يناسب إلصاقها لعبد الغنى، ولعلها من غيره، على أن له في ذلك سلفا وهو ابن عساكر، وكفى به عندهما قدوة؛ فإنه سمى أباه قيسا، ولئن كان كذلك فلا حاجة إلى ذكر التفرقة من "كتاب العجلي" الذي لم يوجد فيه، لما أسلفناه من التفرقة عند البخاري وغيره، ومن ذا يرى قول البخاري ثم لم يعرج عليه؟! إنه لمُضيِّع.

وفي قوله: (الرياحي، وقيل: اليربوعي -مغايرا بين النسبتين-) نظر؛ لأن رياحا هو ابن يربوع، فلا مغايرة على هذا، والله تعالى أعلم.


(١) لم أجده في "الثقات" المطبوع.
(٢) "التاريخ الكبير" (٣/ ٣٤٩) حديث (١١٨٢).
(٣) "الجرح والتعديل" (٣/ ٥٢٩) (٢٣٨٥).

<<  <   >  >>