للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فكتب إليه من الحبس:

أشكو إلى الله ما لقيت ... أحببت قوما بهم شقيت (١)

لا أشتم الصالحين جهرا ... ولا تشيعت ما بقيت

أمسح خفي ببطن كفي ... ولو على جيفة وطيت

قال: فدعا به من الحبس ورد عليه ماله، وقال ابن سعد (٢): ولد الحسن ابن زيد، محمدا، والقاسم، وعليا، وإبراهيم، وزيدا، وعيسى، وإسماعيل، وإسحاق الأعور، وعبد الله، وكان الحسن عابدا وكانت عنده أحاديث وكان ثقة.

ولما حبسه المنصور بعد عزله كتب المهدي -وهو ولي عهد- إلى عبد الصمد بن علي المتولي بعده سرا: إياك إياك وحسن بن زيد ارفق به ووسع عليه ففعل ذلك عبد الصمد، فلما ولي المهدي لم يزل معه حتى خرج المهدي سنة ثمان وستين ومائة يريد الحج، ومعه حسن بن زيد فكان الماء في الطريق قليلا فخشي المهدي على من معه العطش ورجع من الطريق ولم يحج تلك السنة ومضى حسن يريد مكة شرفها الله تعالى فاشتكى أياما ثم مات بالحاجر (٣). انتهى

فقول المزي (٤): (أنه مات في السنة التي حج فيها المهدي) على هذا غير صواب، وقد أوضح ذلك ابن حبان بقوله في كتاب "الثقات" (٥): مات بالحاجر وهو يريد مكة من العراق في السنة التي رجع فيها المهدي سنة ثمان وستين.


(١) في "المعالم" (بليت) بدل شقيت، انظر: (١/ ٤٤).
(٢) "الطبقات الكبرى" (١/ ٣٨٦ رقم ٣٠٤).
(٣) الحاجر ما يمسك الماء من شفة الوادي وهو موضع قبل معدن النقرة ودون فيد "معجم البلدان" (٢/ ٢٠٤).
(٤) "تهذيب الكمال" (٦/ ١٢٢ - ١٥٣ - ١٥٤).
(٥) (٦/ ١٦٠).

<<  <   >  >>