١ - روي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنه قال:«اقرءوا القرآن بلحون العرب» والحديث قد سبق الإشارة إليه وأما المقصود بالقراءة بلحون العرب، القراءة التي تأتي
حسب سجية الإنسان وطبيعته، في غير تصنع، ولا قصد إلى الأنغام المبتدعة والألحان التي تذهب بروعة القرآن وجلاله.
٢ - كما أن الأمة الإسلامية قد أجمعت، منذ نزول القرآن حتى وقتنا هذا، على وجوب قراءته قراءة مجودة سليمة، وإخراج كل حرف من مخرجه، وإعطائه حقه ومستحقه، وهذا أمر لازم لا بد منه.
هذه هي المقدمات العامة لعلم التجويد، وهي مقدمات كما أشرنا- يبتدأ بها أي علم-، وهناك مقدمات خاصة بعلم التجويد- وهي التي يبتدأ بها فيه دون غيره من العلوم، والتي لا بد للقارئ أن يعلمها قبل بدء قراءته- سبع هي:
[١ - أهمية التلقي في تعلم القرآن وأدائه وأحكامه:]
للتلقي في تعلم القرآن وأدائه أهمية كبيرة، فلا يكفي تعلمه من المصاحف دون تلقيه من الحافظين له، وذلك لأن من الكلمات القرآنية ما يختلف نطقه عن رسمه في المصحف نحو: إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ، أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ، (بأييكم المفتون) ومنها ما يختلف القراء في أدائه مع اتحاد حروفه لفظا ورسما تبعا لتفاوتهم في فهم معاني هذه الكلمات وأصولها، وما يتوافر لهم من حسن الذوق، وحساسية الأذن، ومراعاة ذلك كله عند إلقائها، لدرجة أن بعضهم يخطئ في أدائها بما يكاد يخرجها عن معانيها المراد منها، لتساهله وعدم تحريه النطق السليم بها، والذي لو وفق إليه وعود نفسه لدل على حساسية أذنه، وحسن ذوقه، وفهمه لمعانيها، وذلك نحو: حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ، يَعِظُكُمْ، فَسَقى لَهُما، فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ، وَذَرُوا الْبَيْعَ كما أن أحكام القرآن لا يكفي مجرد العلم بها من الكتب، بل لا بد فيها من السماع والتلقي، والمشافهة والتوقيف اقتداء بالسنة من أنه صلّى الله عليه وسلم تلقى القرآن بأحكامه عن جبريل مشافهة عن الله تعالى، ونقل إلينا عنه كذلك متواترا إلى الآن، وتحقيقا لصحة الإسناد الذي هو ركن من أركان القرآن الثلاثة التي تتلخص في: