(٣٥) والمدّ أصليّ وفرعيّ له ... وسمّ أوّلا طبيعيا وهو
(٣٦) ما لا توقّف له على سبب ... ولا بدونه الحروف تجتلب
ــ
(١) لا شك أن للمد تعريفا وحروفا وأحكاما.
فأما المد: فهو لغة: الزيادة ومنه قوله تعالى: وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ أي يزدكم. واصطلاحا: إطالة زمن صوت حرف المد إلى أكثر من حركتين عند ملاقاة همز أو سكون، وضده القصر وهو لغة: الحبس ومثله قوله تعالى: حُورٌ مَقْصُوراتٌ أي محبوسات. واصطلاحا: إطالة زمن صوت حرف المد قدر حركتين فقط عند ملاقاة همز أو سكون.
وأما حروف المد فثلاثة وهي: الواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ما قبلها، والألف ولا تكون إلا ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا، ويجمع حروف المد (واي) أي لفظ (واي) وهي أيضا في لفظ (نوحيها) وأما أحكام المد فهي مفصلة في الأبيات الآتية من البيت (٣٥) إلى البيت (٥٧) وإليك توضيحها بإذن الله تعالى.
قوله «فالمد أصلي وفرعي» أي أن المد ينقسم إلى قسمين: الأول: أصلي.
والثاني: فرعي له أي متفرع عن الأصل وزائد عليه.
(وسم أولا طبيعيا) أي الأول وهو الأصلي يسمى أيضا طبيعي، هذا ما ورد في البيت (٣٥).
ثم بدأ بعد ذلك في البيت (٣٦) في بيان تعريف المد الأصلي فقال: (ما لا توقف له على سبب): أي هو الذي لا يتوقف على سبب (وهو الهمز والسكون)، وهو لا تقوم ذات الحروف بدونه وذلك معنى قوله:(ولا بدونه الحروف تجتلب) أي لا تجتلب حروف المد الثلاثة والتي هي (الواو - والألف - والياء) بدونه، وسمي الهمز والسكون سببا (لأن كلا منهما سبب لزيادة المد الفرعي عن مقدار الطبيعي، وينقسم الطبيعي - وهذا تتميما للفائدة ولم يرد في البيت - إلى طبيعي ثنائي، وطبيعي مطلق، أما الثنائي فهو ما كان واقعا في فواتح السور، وأما الطبيعي المطلق: فهو ما