وهناك قول ثالث: بأن أول سورة نزلت هي الفاتحة، لأن هذا الحديث مرسل سقط من سنده الصحابي فلا يحتج به أمام حديث عائشة السابق.
وهناك قول رابع يستند إلى حديث مرسل، تقول بأن أول ما أنزل هو «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» وهي تنزل صدرا لكل سورة.
[٢ - آخر ما نزل من القرآن الكريم:]
وأما عن آخر ما نزل من القرآن فقد اختلف أحواله اختلافا كبيرا، وذلك لأنه ليس هناك ما هو مرفوع إلى النبي - صلّى الله عليه وسلم -، وقد صدرت تلك الآراء بضرب من الاجتهاد وإعمال الرأي فقد قيل: إن آخر ما نزل:
أ - آية الربا: لما أخرجه البخاري عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت آية الربا:
البقرة (٢٧٨) ولكن هذا الرأي يتعرض لنقد، فقد أشار النبي - صلّى الله عليه وسلم - إلى الربا في خطبة الوداع أثناء حجه ولا بد أن الرسول - صلّى الله عليه وسلم - لم يدل برأي في الربا إلا على وحي من الله أفاده حكمه.
ب - وقيل: هي آية (٣) من سورة المائدة: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً وقد نزلت هذه الآية في يوم الجمعة التاسع من ذي الحجة على الرسول - صلّى الله عليه وسلم - وهو بعرفة في العام العاشر من الهجرة أثناء حجة الوداع.
ج - وهناك آراء قدمت ويمكن حملها على أنها آخر ما نزل في موضوعها مثال ذلك:
١ - سورة المائدة، فهي آخر سورة نزلت في الحلال والحرام فلم تنسخ فيها أحكام.
٢ - قوله تعالى: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ إلى قوله تعالى: رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ وحمل هذا على أنها آخر آيتين في سورة التوبة.
٣ - قوله تعالى: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ [النساء: ١٧٦] وحملت الأخيرة على أنها مقيدة بما يتعلق بالمواريث.